Wednesday, February 1, 2017

وجه

نعمْ..هو نفسُه..ذلك الوجهُ المليء سُخريَةً من عالَمنا
من ادّعاءاتِهِ..ومجاملاتِه.
وجهٌ بلا رُتوشٍ ولا إضافات..من الساعاتِ الأولى للخَليقَة
إلى الآنَ بلا إعادَةِ ترميم.
ملايينٌ من البشر والسنين مرّوا من هنا..ولا أثر.
نفسُ القَسَماتِ ..الملامحِ..التعبيرات.
تُرى هلْ يَفْنى الجَمال؟.
***
ذلك الوجه الذي أزْعُمُ –تَجاوُزاً- أني أعرِفُه من ساعةِ ميلادي إلى الآنَ.
تلكَ الابْتِسامةُ التي تَطْرَحُ إشْكاليَّةَ قيمةِ الحياة, وجدْوى البحْث.
تلك النظرة التي تُثْبِتُ أن لا قانونَ موجودٌ سوى قانونِ التّحَوّلات.
***
ظَنَنْتُهُ – في مرحلَةٍ ما – وجهَ الأمّ
فإذا به – بعد فترةٍ – وجه الحبيبَة ,وجه الأب,وجه القُدْوة
إلى أن صار – مع الزمن – وجه الحبّ.
***
في كلّ حالةٍ أدَّعي معرِفَتَهُ وامْتِلاكَه..!
فأَتَبَيّنُ لاحقاً كالعادة أنني كنت واهماً..
مواقفُ كثيرةٌ وذِكْرياتٌ أكثرُ عِشْناها معاً
ولمْ نلْتَقِ وجهاً لوجه !.
***
فيه شيءٌ من تقَلُّباتِ الخريفِ وأحلام الرَّبيع ..
وهيْبَةِ القلم.
الآنَ أزعُمُ أنِّني أعرِفُهُ مع إيماني العميقِ بأني واهمٌ
وأُحاولُ – وتلك حماقةٌ أخرى – رسْمَ تقاطيعِه ..
فأصطدمُ بالسؤالِ:
كيف يرسُمونَ الحُبّ ..
والحبُّ له أكثرُ من وجه؟!.

No comments:

Post a Comment

Featured Post

سبعٌ عجاف

ابْيَـضَّـت العينُ من حزنٍ على وطنٍ يُـطـارِحُ الحزنَ مــأســـاةً بِمـــأســاةِ سـبـعٌ عِـجـافٌ ولا عامٌ نـغــــاثُ به فأيـنَ يوسـفُ؟ أين...