Monday, February 27, 2017

مختارات إمامية 4

#مختارات_إمامية 4
سنختتم موضوع الغزليات بشيخنا أبي الطيب طيب الله ثراه (والتالي هو الغالي)..
يقول في هذه القصيدة (الي ماهي متكايسه):
أهلاً بدارٍ سباك أغْيدُها***أبْعَدُ ما بانَ عنك خُرَّدُها
ظِلْتَ بِهَا تَنْطَوِي عَلى كَبِدٍ***نَضِيجَةٍ فَوْقَ خِلْبِهَا يَدُهَا
يَا حَادِيَيْ عيسِهَا وَأحْسَبُني***أُوجَدُ مَيْتاً قُبَيْلَ أفْقِدُهَا
قِفَا قَليلاً بها عَليّ فَلا ******أقَلّ مِنْ نَظْرَةٍ أُزَوَّدُهَا (ذاك تمتميت يا أبا الطيب)
فَفي فُؤادِ المُحِبّ نَارُ جَوًى***أحَرُّ نَارِ الجَحيمِ أبْرَدُهَا
شَابَ مِنَ الهَجْرِ فَرْقُ لِمّتِهِ***فَصَارَ مِثْلَ الدّمَقْسِ أسْوَدُهَا
يَا عَاذِلَ العَاشِقِينَ دَعْ فِئَةً***أضَلّهَا الله كَيفَ تُرْشِدُهَا (الّلا الحگ )
لَيْسَ يُحِيكُ المَلامُ في هِمَمٍ***أقْرَبُهَا مِنْكَ عَنْكَ أبْعَدُهَا
بِئْسَ اللّيَالي سَهِدْتُ مِنْ طَرَبٍ***شَوْقاً إلى مَنْ يَبِيتُ يَرْقُدُهَا (ماه مونک مخلاه)
أحْيَيْتُهَا وَالدّمُوعُ تُنْجِدُني***شُؤونُهَا وَالظّلامُ يُنْجِدُهَا
"وفي ذي القصيدة ش من اتهيدين ماه عادي" .. فضلاً عن وصف "ناقته" المشهور.
واستمتعْ معي بهذا البوح البهيج رغم مرارته، (وهذه اللامية من أحسن الشعر عموماً عندي ما نزرك منها بيت رغم طولها):
لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شُكُولُ***طِوالٌ وَلَيْلُ العاشِقينَ طَويلُ
يُبِنَّ ليَ البَدْرَ الذي لا أُريدُهُ***وَيُخْفِينَ بَدْراً مَا إلَيْهِ سَبيلُ
وَمَا عِشْتُ مِنْ بَعدِ الأحِبّةِ سَلوَةً ****وَلَكِنّني للنّائِبَاتِ حَمُولُ
وَإنّ رَحِيلاً وَاحِداً حَالَ بَيْنَنَا***وَفي المَوْتِ مِنْ بَعدِ الرّحيلِ رَحيلُ
وَمَا شَرَقي بالمَاءِ إلاّ تَذكّراً***لمَاءٍ بهِ أهْلُ الحَبيبِ نُزُولُ
أما في النّجوم السّائراتِ وغَيرِهَا***لِعَيْني عَلى ضَوْءِ الصّباحِ دَليلُ
ألمْ يَرَ هذا اللّيْلُ عَيْنَيْكِ رُؤيَتي فَتَظْهَرَ فيهِ رِقّةٌ وَنُحُولُ (ذاك واعر أفطن).
ومن لاميته البديعة الأخرى:
مَا لَنَا كُلُّنَا جَوٍ يا رَسُولُ***أنَا أهْوَى وَقَلبُكَ المَتْبُولُ
كُلّما عادَ مَن بَعَثْتُ إلَيْهَا***غَارَ منّي وَخَانَ فِيمَا يَقُولُ
أفْسَدَتْ بَيْنَنَا الأمَانَاتِ عَيْنَا***هَا وَخَانَتْ قُلُوبَهُنّ العُقُولُ
تَشتَكي ما اشتكَيتُ مِن ألمِ الشّوْ***قِ إلَيها وَالشّوْقُ حَيثُ النُّحولُ
وَإذا خامَرَ الهَوَى قَلبَ صَبٍّ***فَعَلَيْهِ لِكُلّ عَينٍ دَلِيلُ
زَوِّدينَا من حُسنِ وَجْهِكِ ما دا**مَ فَحُسنُ الوُجوهِ حَالٌ تحُولُ
وَصِلِينَا نَصِلْكِ في هَذِهِ الدّنـ***ـيَا فإنّ المُقَامَ فيها قَليلُ
وإليكَ هذه التحفة والزفرة الحَرّى:
حُشاشةُ نَفسٍ وَدّعتْ يوْمَ وَدّعوا ***فَلَمْ أدرِ أيّ الظّاعِنَينِ أُشَيِّعُ
أشاروا بتَسْليمٍ فَجُدْنَا بأنْفُسٍ****تَسيلُ مِنَ الآماقِ وَالسَّمُّ أدْمُعُ
حَشَايَ على جَمْرٍ ذَكيٍّ مِنَ الهَوَى***وَعَيْنايَ في رَوْضٍ من الحسنِ تَرْتَعُ (ذ متباعد بعد)
تذلّلْ لها وَاخضَعْ على القرْبِ والنّوَى****فَما عاشِقٌ مَن لا يَذِلّ وَيَخْضَعُ (ثابت).
ومن بديع صوره: (رغم أنها عادية عندي لعقلانيتها وضعف عاطفتها)
قد كانَ يَمنَعني الحَياءُ منَ البُكَا****فاليَوْمَ يَمْنَعُهُ البُكا أنْ يَمْنَعَا
نَشَرَتْ ثَلاثَ ذَوائِبٍ من شَعْرِها ****في لَيْلَةٍ فَأرَتْ لَيَاليَ أرْبَعَا
واستَقْبَلَتْ قَمَرَ السّماءِ بوَجْهِها****فأرَتْنيَ القَمَرَينِ في وقْتٍ مَعَا
واسمعْ معي هذا الغناءَ الجميل:
لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي***وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي
وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه ****وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ
وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى***مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ
وَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبُّهُ***وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي "هو شكُّنا، هو يأسُنا القتَّالُ"
****
يبدو أن الموضوع قد يستغرق كتاباً لا تدوينة يجب أن تكون قصيرة ... هذا ما تذكرته ولكم أن تعودوا لدديوان هذا العبقري فكله مطربٌ مُعجب لمن يتذوقون الشعر..
ونختم ببيته:
وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ***فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ!
دمتم بخير.

No comments:

Post a Comment

Featured Post

سبعٌ عجاف

ابْيَـضَّـت العينُ من حزنٍ على وطنٍ يُـطـارِحُ الحزنَ مــأســـاةً بِمـــأســاةِ سـبـعٌ عِـجـافٌ ولا عامٌ نـغــــاثُ به فأيـنَ يوسـفُ؟ أين...