#مختارات_إمامية 4
سنختتم موضوع الغزليات بشيخنا أبي الطيب طيب الله ثراه (والتالي هو الغالي)..
يقول في هذه القصيدة (الي ماهي متكايسه):
أهلاً بدارٍ سباك أغْيدُها***أبْعَدُ ما بانَ عنك خُرَّدُها
ظِلْتَ بِهَا تَنْطَوِي عَلى كَبِدٍ***نَضِيجَةٍ فَوْقَ خِلْبِهَا يَدُهَا
يَا حَادِيَيْ عيسِهَا وَأحْسَبُني***أُوجَدُ مَيْتاً قُبَيْلَ أفْقِدُهَا
قِفَا قَليلاً بها عَليّ فَلا ******أقَلّ مِنْ نَظْرَةٍ أُزَوَّدُهَا (ذاك تمتميت يا أبا الطيب)
فَفي فُؤادِ المُحِبّ نَارُ جَوًى***أحَرُّ نَارِ الجَحيمِ أبْرَدُهَا
شَابَ مِنَ الهَجْرِ فَرْقُ لِمّتِهِ***فَصَارَ مِثْلَ الدّمَقْسِ أسْوَدُهَا
يَا عَاذِلَ العَاشِقِينَ دَعْ فِئَةً***أضَلّهَا الله كَيفَ تُرْشِدُهَا (الّلا الحگ )
لَيْسَ يُحِيكُ المَلامُ في هِمَمٍ***أقْرَبُهَا مِنْكَ عَنْكَ أبْعَدُهَا
بِئْسَ اللّيَالي سَهِدْتُ مِنْ طَرَبٍ***شَوْقاً إلى مَنْ يَبِيتُ يَرْقُدُهَا (ماه مونک مخلاه)
أحْيَيْتُهَا وَالدّمُوعُ تُنْجِدُني***شُؤونُهَا وَالظّلامُ يُنْجِدُهَا
"وفي ذي القصيدة ش من اتهيدين ماه عادي" .. فضلاً عن وصف "ناقته" المشهور.
واستمتعْ معي بهذا البوح البهيج رغم مرارته، (وهذه اللامية من أحسن الشعر عموماً عندي ما نزرك منها بيت رغم طولها):
لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شُكُولُ***طِوالٌ وَلَيْلُ العاشِقينَ طَويلُ
يُبِنَّ ليَ البَدْرَ الذي لا أُريدُهُ***وَيُخْفِينَ بَدْراً مَا إلَيْهِ سَبيلُ
وَمَا عِشْتُ مِنْ بَعدِ الأحِبّةِ سَلوَةً ****وَلَكِنّني للنّائِبَاتِ حَمُولُ
وَإنّ رَحِيلاً وَاحِداً حَالَ بَيْنَنَا***وَفي المَوْتِ مِنْ بَعدِ الرّحيلِ رَحيلُ
وَمَا شَرَقي بالمَاءِ إلاّ تَذكّراً***لمَاءٍ بهِ أهْلُ الحَبيبِ نُزُولُ
أما في النّجوم السّائراتِ وغَيرِهَا***لِعَيْني عَلى ضَوْءِ الصّباحِ دَليلُ
ألمْ يَرَ هذا اللّيْلُ عَيْنَيْكِ رُؤيَتي فَتَظْهَرَ فيهِ رِقّةٌ وَنُحُولُ (ذاك واعر أفطن).
ومن لاميته البديعة الأخرى:
مَا لَنَا كُلُّنَا جَوٍ يا رَسُولُ***أنَا أهْوَى وَقَلبُكَ المَتْبُولُ
كُلّما عادَ مَن بَعَثْتُ إلَيْهَا***غَارَ منّي وَخَانَ فِيمَا يَقُولُ
أفْسَدَتْ بَيْنَنَا الأمَانَاتِ عَيْنَا***هَا وَخَانَتْ قُلُوبَهُنّ العُقُولُ
تَشتَكي ما اشتكَيتُ مِن ألمِ الشّوْ***قِ إلَيها وَالشّوْقُ حَيثُ النُّحولُ
وَإذا خامَرَ الهَوَى قَلبَ صَبٍّ***فَعَلَيْهِ لِكُلّ عَينٍ دَلِيلُ
زَوِّدينَا من حُسنِ وَجْهِكِ ما دا**مَ فَحُسنُ الوُجوهِ حَالٌ تحُولُ
وَصِلِينَا نَصِلْكِ في هَذِهِ الدّنـ***ـيَا فإنّ المُقَامَ فيها قَليلُ
وإليكَ هذه التحفة والزفرة الحَرّى:
حُشاشةُ نَفسٍ وَدّعتْ يوْمَ وَدّعوا ***فَلَمْ أدرِ أيّ الظّاعِنَينِ أُشَيِّعُ
أشاروا بتَسْليمٍ فَجُدْنَا بأنْفُسٍ****تَسيلُ مِنَ الآماقِ وَالسَّمُّ أدْمُعُ
حَشَايَ على جَمْرٍ ذَكيٍّ مِنَ الهَوَى***وَعَيْنايَ في رَوْضٍ من الحسنِ تَرْتَعُ (ذ متباعد بعد)
تذلّلْ لها وَاخضَعْ على القرْبِ والنّوَى****فَما عاشِقٌ مَن لا يَذِلّ وَيَخْضَعُ (ثابت).
ومن بديع صوره: (رغم أنها عادية عندي لعقلانيتها وضعف عاطفتها)
قد كانَ يَمنَعني الحَياءُ منَ البُكَا****فاليَوْمَ يَمْنَعُهُ البُكا أنْ يَمْنَعَا
نَشَرَتْ ثَلاثَ ذَوائِبٍ من شَعْرِها ****في لَيْلَةٍ فَأرَتْ لَيَاليَ أرْبَعَا
واستَقْبَلَتْ قَمَرَ السّماءِ بوَجْهِها****فأرَتْنيَ القَمَرَينِ في وقْتٍ مَعَا
واسمعْ معي هذا الغناءَ الجميل:
لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي***وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي
وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه ****وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ
وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى***مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ
وَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبُّهُ***وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي "هو شكُّنا، هو يأسُنا القتَّالُ"
سنختتم موضوع الغزليات بشيخنا أبي الطيب طيب الله ثراه (والتالي هو الغالي)..
يقول في هذه القصيدة (الي ماهي متكايسه):
أهلاً بدارٍ سباك أغْيدُها***أبْعَدُ ما بانَ عنك خُرَّدُها
ظِلْتَ بِهَا تَنْطَوِي عَلى كَبِدٍ***نَضِيجَةٍ فَوْقَ خِلْبِهَا يَدُهَا
يَا حَادِيَيْ عيسِهَا وَأحْسَبُني***أُوجَدُ مَيْتاً قُبَيْلَ أفْقِدُهَا
قِفَا قَليلاً بها عَليّ فَلا ******أقَلّ مِنْ نَظْرَةٍ أُزَوَّدُهَا (ذاك تمتميت يا أبا الطيب)
فَفي فُؤادِ المُحِبّ نَارُ جَوًى***أحَرُّ نَارِ الجَحيمِ أبْرَدُهَا
شَابَ مِنَ الهَجْرِ فَرْقُ لِمّتِهِ***فَصَارَ مِثْلَ الدّمَقْسِ أسْوَدُهَا
يَا عَاذِلَ العَاشِقِينَ دَعْ فِئَةً***أضَلّهَا الله كَيفَ تُرْشِدُهَا (الّلا الحگ )
لَيْسَ يُحِيكُ المَلامُ في هِمَمٍ***أقْرَبُهَا مِنْكَ عَنْكَ أبْعَدُهَا
بِئْسَ اللّيَالي سَهِدْتُ مِنْ طَرَبٍ***شَوْقاً إلى مَنْ يَبِيتُ يَرْقُدُهَا (ماه مونک مخلاه)
أحْيَيْتُهَا وَالدّمُوعُ تُنْجِدُني***شُؤونُهَا وَالظّلامُ يُنْجِدُهَا
"وفي ذي القصيدة ش من اتهيدين ماه عادي" .. فضلاً عن وصف "ناقته" المشهور.
واستمتعْ معي بهذا البوح البهيج رغم مرارته، (وهذه اللامية من أحسن الشعر عموماً عندي ما نزرك منها بيت رغم طولها):
لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شُكُولُ***طِوالٌ وَلَيْلُ العاشِقينَ طَويلُ
يُبِنَّ ليَ البَدْرَ الذي لا أُريدُهُ***وَيُخْفِينَ بَدْراً مَا إلَيْهِ سَبيلُ
وَمَا عِشْتُ مِنْ بَعدِ الأحِبّةِ سَلوَةً ****وَلَكِنّني للنّائِبَاتِ حَمُولُ
وَإنّ رَحِيلاً وَاحِداً حَالَ بَيْنَنَا***وَفي المَوْتِ مِنْ بَعدِ الرّحيلِ رَحيلُ
وَمَا شَرَقي بالمَاءِ إلاّ تَذكّراً***لمَاءٍ بهِ أهْلُ الحَبيبِ نُزُولُ
أما في النّجوم السّائراتِ وغَيرِهَا***لِعَيْني عَلى ضَوْءِ الصّباحِ دَليلُ
ألمْ يَرَ هذا اللّيْلُ عَيْنَيْكِ رُؤيَتي فَتَظْهَرَ فيهِ رِقّةٌ وَنُحُولُ (ذاك واعر أفطن).
ومن لاميته البديعة الأخرى:
مَا لَنَا كُلُّنَا جَوٍ يا رَسُولُ***أنَا أهْوَى وَقَلبُكَ المَتْبُولُ
كُلّما عادَ مَن بَعَثْتُ إلَيْهَا***غَارَ منّي وَخَانَ فِيمَا يَقُولُ
أفْسَدَتْ بَيْنَنَا الأمَانَاتِ عَيْنَا***هَا وَخَانَتْ قُلُوبَهُنّ العُقُولُ
تَشتَكي ما اشتكَيتُ مِن ألمِ الشّوْ***قِ إلَيها وَالشّوْقُ حَيثُ النُّحولُ
وَإذا خامَرَ الهَوَى قَلبَ صَبٍّ***فَعَلَيْهِ لِكُلّ عَينٍ دَلِيلُ
زَوِّدينَا من حُسنِ وَجْهِكِ ما دا**مَ فَحُسنُ الوُجوهِ حَالٌ تحُولُ
وَصِلِينَا نَصِلْكِ في هَذِهِ الدّنـ***ـيَا فإنّ المُقَامَ فيها قَليلُ
وإليكَ هذه التحفة والزفرة الحَرّى:
حُشاشةُ نَفسٍ وَدّعتْ يوْمَ وَدّعوا ***فَلَمْ أدرِ أيّ الظّاعِنَينِ أُشَيِّعُ
أشاروا بتَسْليمٍ فَجُدْنَا بأنْفُسٍ****تَسيلُ مِنَ الآماقِ وَالسَّمُّ أدْمُعُ
حَشَايَ على جَمْرٍ ذَكيٍّ مِنَ الهَوَى***وَعَيْنايَ في رَوْضٍ من الحسنِ تَرْتَعُ (ذ متباعد بعد)
تذلّلْ لها وَاخضَعْ على القرْبِ والنّوَى****فَما عاشِقٌ مَن لا يَذِلّ وَيَخْضَعُ (ثابت).
ومن بديع صوره: (رغم أنها عادية عندي لعقلانيتها وضعف عاطفتها)
قد كانَ يَمنَعني الحَياءُ منَ البُكَا****فاليَوْمَ يَمْنَعُهُ البُكا أنْ يَمْنَعَا
نَشَرَتْ ثَلاثَ ذَوائِبٍ من شَعْرِها ****في لَيْلَةٍ فَأرَتْ لَيَاليَ أرْبَعَا
واستَقْبَلَتْ قَمَرَ السّماءِ بوَجْهِها****فأرَتْنيَ القَمَرَينِ في وقْتٍ مَعَا
واسمعْ معي هذا الغناءَ الجميل:
لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي***وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي
وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه ****وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ
وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى***مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ
وَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبُّهُ***وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي "هو شكُّنا، هو يأسُنا القتَّالُ"
****
يبدو أن الموضوع قد يستغرق كتاباً لا تدوينة يجب أن تكون قصيرة ... هذا ما تذكرته ولكم أن تعودوا لدديوان هذا العبقري فكله مطربٌ مُعجب لمن يتذوقون الشعر..
ونختم ببيته:
وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ***فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ!
دمتم بخير.
يبدو أن الموضوع قد يستغرق كتاباً لا تدوينة يجب أن تكون قصيرة ... هذا ما تذكرته ولكم أن تعودوا لدديوان هذا العبقري فكله مطربٌ مُعجب لمن يتذوقون الشعر..
ونختم ببيته:
وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ***فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ!
دمتم بخير.
No comments:
Post a Comment