من رقيق الشعر اخترتُ لكم هذه السريعية ((الي ماهي متكايسة)) ولها قصة :
يذكر أن أبا العتاهية وأبا نواس والحسن بن الضحاك اجتمعوا يوماً فقال أبو نواس لينشد كل واحد منكم قصيدة لنفسه في مراده من غير مدح ولا هجاء فانشد أبو العتاهية هذه القصيدة فسلّما له وامتنعا عن الإنشاد بعده وقالا أما مع سهولة هذه الألفاظ وملاحة هذا القصد وحسن هذه الإشارات فلا ننشد شيئا."وذاك هو الحزم".
يا إخوتي إن الهوى قـــــاتلي***فيسروا الأكفان من عاجــل
ولا تلوموا في اتباع الهــوى***فإنني في شغــــــل شاغـــل
عينـــــي على عتبـــة منهلــة***بدمعها المنسكب الســـائـــل
يا من رأى قبلي قتيـــلا بكى***من شدة الوجد على القاتــل "قدْر من اتْمَتْميتْ"
بسطت كفي نحوكم سائـــــلا***ماذا تــردون على السائـل؟
إن لم تنيلوه فقولــوا لـه*******قـــولا جميـــلا بدل النائــل
أو كنتم العــــام على عســرةٍ**منـــه فمنــوه إلى قابــــــل!
كأنهـــــا من حسنهـــــــا درة**أخرجها اليَمُّ إلى الساحــــل
كأن في فيهــا وفي طرفهــــا**سواحــرا أقبلـــن من بابــل
لــم يبق مني حبها ما خـــلا**حشاشـــة في بدن ناحــــل!
ومن رقيقه أيضاً في مسألة النحول أتذكر قولَ شيخنا أبي الطيب طيب الله ثراه:
روحٌ تردّدُ في مثل الخِلال إذا***أطارت الريحُ عنه الثوب لم يبنِ.
كفى بجسمي نحولاً أنني رجلٌ*** لولا مخاطبتي إيَّاك - لم ترني!
وقال الآخر:
أُسَرُّ إذا بليتُ، وذاب جسمي*** لعلَّ الريح تحملني إليه!
والآخر (وبالغ جداَ):
أنحل الوجد جسمه والحنين***وبراه الهوى فما يستبين!
لم يعش أنَّه جليدٌ؛ ولكن*****دقَّ جداً، فما تراه المنونُ!
ومن طريف المبالغة:
أنحلني الحُبُّ فلو زُجَّ بي***في مقلة النائم، لم ينتبِهْ!
وكان لي فيما مضى خاتمٌ ***واليوم لو شئتُ، تمنطَقْتُ بِهْ! "تحزَّمتْ بيه"..
وإلى حلقة أخرى من أدبيات ..
ملاحظة: هذه خطرات وتداعيات وأكثرُ ما فيها لا أعرف قائله فلتعذروني في مسألة العزو.
No comments:
Post a Comment