Monday, December 25, 2017

دردشة الأربعاء!


#دردشة_الأربعاء: مع الشاعر والإعلامي والمترجم محمد إمام

24 نوفمبر, 2017 - 11:57

محمد فال سيدنا - medvall31z@gmail.com
ضيف الحلقة الخامسة من #دردشة_الأربعاء هو الشاعر والإعلامي والمترجم ذ. محمد ولد إمام حاصل على المرتبة الأولى من شعبة الكتاب الصحفيين من "المدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء" نواكشوط 2014، و "الليسانس" من قسم الإعلام ــ شعبة العلاقات العامة ــ بجامعة عين شمس بالقاهرة، وقد نال شهادة اللغة الإنجليزية العامة (18 مستوى)، من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا بالإسكندرية (برامج خدمة المجتمع).
يحمل ضيفنا ترخيص "مترجم معتمد" وخبير في اللغة الانجليزية لدى المحاكم الموريتانية.

ترجم له "معجم البابطين" للشعراء العرب المعاصرين 2015 بالكويت، حائز على الجائزة الأولى في الشعر العربي من كلية الآداب، جامعة عين شمس بالقاهرة.
 تم تكريمه من طرف:
ــ رئاسة الجمهورية الموريتانية (الرئيس) 2014
ــ معهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة.
وغيرها من المؤسسات الأدبية والإعلامية، كما شارك في عشرات المهرجانات، والندوات الفكرية في موريتانيا وخارجها.
يكتب في عدد من المواقع والمنتديات العربية، ونُشرت له عدة قصائد وبحوث في كثير من المجلات الأدبية في العالم العربي من أهمها مجلة (العربي) الكويتية.

أجرينا معه الدردشة على النحو التالي:
محمد فال سيدنا: السلام عليكم ورحمة الله، شكرا لكم على قبول الدردشة معنا، ونحن في الحلقة الخامسة من "دردشة الأربعاء".
بداية نذكركم بأن الدردشة لا تتجاوز ساعة (60 دقيقة) فلو تفضلتم بالاختصار في الأجوبة قدر الإمكان، ونبدأ بالسؤال الأول معكم:
ــ كيف تابعتم المقطع الذي يظهر فيه شاب ــ قال بعضهم إنه موريتاني ــ تتم تعريته من طرف فرقة من رجال الأمن على شارع عام؟ وهل لكم تعليق على تلك الحادثة؟

الشاعر والإعلامي والمترجم الأستاذ محمد ولد إمام
محمد ولد إمام: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم، ويشرفني أن أشارك معكم في هذه الدردشة، وشكراً على استضافتي فيها.
بالنسبة لسؤالكم، فقد كانت الحادثة صدمةً، وأي صدمة! فهذا النوعُ من الممارسات دخيلٌ على قيمنا وعلى عاداتنا، فحتى في الحرب مع الأعداء لا يصل الأمر إلى هذا المدى من إهانة الكرامة الإنسانية، فضلاً عن كونه في حق مواطن مسلم مسالم خرجَ نصرةً للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام!.

محمد فال: يرى بعض المتابعين أن الموريتانيين العاملين بمؤسسة "الجزيرة" القطرية يبيعون رأيهم وميلهم السياسي والفكري... ليتوافق مع ميولات وسياسات النظام القطري مطلقا، ما رأيك؟

محمد ولد إمام:أعرف عدداً لا بأس به من الزملاء الإعلاميين في قناة الجزيرة، وعملتُ مع بعضهم في مشروع القناة الرقمية التابعة للشبكة، وللأمانة؛ لم ألمس منهم غير المهنية، في جمع ومعالجة الأخبار، وكما يقولون في غرف التحرير وكليات الإعلام، فإن الخبر مقدسٌ والرأيَ حر. ولا أعتقد أن مؤسسةً بهذا الحجم يمكن أن تصل إلى ما وصلت إليه في عقول وقلوب الجماهير العربية، دون أن تكون مميزةً في الطرح والتناول، بمنأى عن الممارسات التي دأب عليها الإعلام العربي قبلها من تماهٍ مع النظم القائمة أياً كانت، على حد قول الرائع نزار:
نُبايعُ أيَّ عقيدٍ يجيءُ ونلعقُ جزمةَ أيِّ نظامْ!.
محمد فال: فإلى الأدب والشعر خاصة؛ أي تجربة شعرية أثرت في مسارك، وما علاقة الشعر بالإعلام تاريخيا، بغض النظر عن تجربتك الشخصية؟

محمد ولد إمام: أثّرتْ في مساري تجربتان أساسيتان، الأولى كانت مع النشأة التقليدية، وحفظ النصوص الشعرية كالمعلقات ودواوين الشعراء الستة والشعر الموريتاني القديم السائر في نفس الاتجاه التعبيري التقليدي في القالب والصور، وكان المتنبي هو أبرز مؤثر في، ويعرف المقربون مني مدى ولعي به، وأذكر أن المازني في كتابه حصاد الهشيم كتب ملاحظة واردة فيّ فالمتنبي لم يُدرّس لي في المحظرة مثلاً ولم أمتلك ديوانه إلا متأخراً ورغم ذلك أجدني أحفظ أغلب أشعاره وهي ألصق بي من كل الدواوين التي عُلِّمتُها بل وضربتُ حتى أحفظها عن ظهر قلب! ثم كانت التجربة الثانية مع الاطلاع على الآداب العصرية منذ ما يعرف بمدرسة الأدب الكلاسيكي مع شوقي أساساُ وزمرته، إلى الشعر الحر، حيث تعرفت على طرق جديدة للتعبير، وفنون مختلفة من الصور، وضروب شتّى من الأخيلة، وقد توسع ذلك مع قراءة الشعر الأجنبي، رغم أنه لم يستهوني ولم أستطع تذوقه بصراحة.
وبالنسبة للشق الثاني من سؤالكم، فالصحافة كما تعلمون كانت الحاضنة الأولى للأدب الحديث، فقد كانت منبر الشعراء ووسيلتهم للوصول إلى الجماهير، والعلاقة هنا متبادلة حيث تحتاج الصحافةُ إلى الشعر لجذب جمهوره، كما يحتاجُها الشعرُ للانتشار.

محمد فال: يتحدث العربُ المختصون في مجال الترجمة عن تحديات عالقة تتمثل في نقط مختلفة مرتبطة باللغة العربية خاصة، حدثنا - بوصفك مختصا في المجال - عن أهم تلك التحديات

محمد ولد إمام: تطرحُ الترجمة عدة إشكاليات إبستيمولوجية من حيث الأمانة في نقل النص وروحه، فمع الترجمة يجب الاطلاعُ على الثقافات الأخرى وطرق التعبير المرتبطة بالخلفية الثقافية للكاتب، فنحن عندما نتعلم لغةً ما فإننا نتعلم معها ثقافة بأكملها ونظرة مختلفة للحياة وفلسفةً إنسانية مختلفة. وكلما تعمقنا في لغة فهمنا ما وراءها من تجاربَ إنسانية وثقافة، فالحقول الدلالية للكلمات والتعابير ترتبط ارتباطاً وثيقاُ بنظرة المجتمع للحياة وكذلك بعاداته ومعتقداته.. والترجمة – من حيث هي أداة لنقل المعلومات المجردة – هي علمٌ دقيق ولكنها أيضاً فنٌ جميلٌ لنقل الآداب والفنون الجميلة، فحسب رأيي لكي نترجم الشعر ينبغي أن نكتب شعراً لا أن ننقل النص الأصلي حرفياً، ولكي نترجم رواية يجب أن نكون روائيين في ترجمتنا لها

وتواجه لغتنا العربية تحدي ملاحقة الاصطلاحات التي تولد وتنحت يومياً في شتّى فروع العلوم والفنون والمعارف، وهو تحدٍ قائمٌ لا شك أمام اللغات الأخرى، وإن لم يكن بنفس الإلحاح.

محمد فال: كيف أثر ظهور الوسائط الحديثة مثل الفيسبوك والتويتر والواتساب… على انتشار اللغة العربية، وهل كانا في جانب السلب أم الإيجاب بالنسبة لهذه اللغة؟

محمد ولد إمام: أعتقد أن ظهور هذه الوسائط أثّرا إيجابياً على استخدام اللغة العربية، ففي أغلب صفحاتنا لا نجد أثراً كبيراً للغة الأجنبية رغم انتشارها في المستويات الإدارية مثلاً، ولكنَّ لهذه الإيجابية جانباً آخرَ مظلماً حيث يضطرنا الاستخدام السريعُ أحياناً إلى إغفال اللغة الصحيحة، أي ما يُعرف بالسرعة مقابلة السلامة اللغوية، وهنا تظهر اختصارات دخيلة وتكسيرٌ للغة، لأن في المستخدمين مختلفَ الأعمار والمستوياتِ العلمية، كما أنّ البعضَ يتهم هذه الوسائط بتمييع اللغة، إلا أن رأيي الشخصي أن استخدامَها وتقريبَها من التناول اليومي أهمُّ من تركها سليمةً ولكنها في برج عاجي عصي على غير المتخصصين.

محمد فال: رأيكم ــ مختصرا ــ في:
 - البرامج الأدبية في الإعلام الموريتاني.
 - الشعر الحساني.
- مهرجان المدن القديمة في موريتانيا.

محمد ولد إمام: 
ــ البرامج الأدبية: أعترف أنني أكثرُ متابعة للشعبية منها من الفصيحة، ربما لأني أجدها أكثر تنوعاً، كما أن برامج الشعر الفصيح لم تستطع جذب جماهير كبيرة، لعدة أسباب منها أنها تتطلب ثقافة معينة، وأنها نخبوية في أغلبها الأعم.
ــ الشعر الحساني، هو وعاء الثقافة الحسانية، وديوانهم كما يقولون الشعر ديوان العرب، وشخصياً لي فيه نصوص عديدة كما أنني من متذوقيه الأفياء، وأعتقد أنه أكثرُ مناسبةً أحياناً لبعض الحالات من الشعر الفصيح.
ــ مهرجان المدن القديمة لم تُتح لي فرصة حضوره، لكنني تابعتُ بعضَ فعالياته، وأعتقد أن الفكرة جميلة من حيثُ هي محاولةٌ لإحياء التراث وحفظه، ومنتدىً أدبيٌّ أيضاً للشعراء ومنتِجي الثقافة عموما.

محمد فال: شكرا لكم الأستاذ محمد ولد إمام على هذه الأجوبة الزاخرة بالفوائد الجليلة، تقبلوا كامل الود ووافر الامتنان…

#دردشة_الأربعاء هي "دردشة" خفيفة مع شخصيات علمية، أدبية، وإعلامية، وسياسية… يكون لها تأثير مشهود في الوسائط الاجتماعية. نحاور الضيف حول تخصصه ومجاله، ونطلب رأيه في بعض القضايا المختلفة التي تلوح في جدول الأحداث المرتبطة بالشأن المحلي أو العالمي…
يتم نشر "الدردشة" ــ حصريا ــ في صحيفة "الأخبار" التي تصدر كل "أربعاء".

أنا لُغتي!

من أمسية المنبر الثقافي الموريتاني فندق موفنبيك - الدوحة

Monday, August 7, 2017

كلام الناس


يا رب


تأملات!

أحبّائي..
هل هو "سطحي" من يعتقد أن ما يُقالُ أمامه هو فعلاً ما يُقالُ وراءه؟، وأن مَنْ يفعلون أو يقولون أشياء سيئة لا يقصدونها في الحقيقة؟
وأنَّ الأصدقاء على حق دائماً ولهم أعذارُهم المُبيحة للهجر؟ وهل هو "ضعيف الشخصية" من يختار دائماً أن يكون "لطيفاً متغاضياً" على أن يكون "على حق"؟ ثم هل يحطُّ الشخصُ مِن قدره بعدم اهتمامه بأن يكون الأعلى صوتاً ..أو يكون في صدر المجلس؟

لغتنا!

منذ مُدَّة قصيرة كنتُ في اجتماعٍ مع مسؤول عربي كبير، فبدأ اللقاءَ بالترحيب بنا، قائلاً "نقلتُ الخطاب حرفياً":
مرحباً بكم في "الآنويل گاثيرينگ" annual gatheringg الخامس، وأنا فرحان جداً لهذه "الانثوزياسم" enthusiasm الي شايف. في السنة هذي "وي ريللي گات ث بول روللينگ" got the ball rolling وشوفو "هاو فار ويفكام" how far we've come!، طبعا لا تنساو أن عندنا "كومبيتيتورز" competitors من الأميركيين واليوروبيينز.. وعندنا "ستراتيجي" ف "بليز كنسالت يور بروشورز فور سبيسيفيك ديتيلز" Please consult your brochures for specific details ...
ولن أطيل عليكم، نلتقي الليلة في "البانكويت" banquet مع ال"سبونسرز" sponsorss .. والسلام عليكم ورحمة الله"
كان هذا خطاب الافتتاح من مسؤول عربي يخاطب عرباً في حدث مهم!
 غريبٌ هو تغلغلُ وتوغلُ اللغاتِ الأجنبية في أنشطتنا واجتماعاتنا.

الشعر والصحافة


صفتان في بلادي تم تمييعهما حتى ارتبطتا بالطمع والفشل في الحياة للأسف، هما الصحافة والشعر! .. حتى أنني في كثير من الأحيان لا أُقدم نفسي على أنني صحفي أو شاعر حتى لا يُظنَّ بي شيء ممّا عُرف عن أصحابهما.. فعادةً أقدَّمُ على أنني مترجم..
 وقد فوجئتُ أنني على اللائحة النهائية للصحفيين المسجلين لانتخاب النقيب الجديد.. إلا أنني وقد عافاني الله من "التلوث بلوبيات الصحافة وحروبهم على الفُتات" فلن أدخل ذلك  المعترك. وهنا أذكرُ أبياتاً قلتُها قديماً لمن لامني في قرض الشعر:

العيد!


العيدُ أنْ نُفْرِحَ الأطفالَ داخِلَنا
ونَقْبَلَ الكُلَّ في ودٍّ وإيناسِ

والعيدُ أن نُطْلِقَ الإنْسانَ داخِلَنا
وأنْ نُظَاهِرَ حُبَّ الله والنّاسِ


رَبِّ إنّي إليكَ وجَّهْتُ وجْهي
كلُّ شيءٍ سِواكَ عِنْدي عَديمُ
فاستجبْ للدُّعاءِ واعْفُ إلهي
عنْ ذنُوبي واحْلمْ فأنتَ الحليمُ
وأنا المُذنِبُ الكثيرُ الخطايا. .
ولَأَنْتَ الرَّبُّ الغَفورُ الرَّحيمُ. .

محمد ولد إمام.

آمين اللهمَّ اسْمعْ واسْتجبْ . .

سبعٌ عجاف

ابْيَـضَّـت العينُ من حزنٍ على وطنٍ
يُـطـارِحُ الحزنَ مــأســـاةً بِمـــأســاةِ
سـبـعٌ عِـجـافٌ ولا عامٌ نـغــــاثُ به
فأيـنَ يوسـفُ؟ أين النـسـوةُ اللاتي؟!
فــاغْـفِــرْ لنا يا أبـانـا مـا نـعُــقُّ بــه
مِن انْـفِـــلاتٍ وغَـــدْرٍ وانـقِـــلابـاتِ
فَـمُــنـــذُ دهرٍ وهـذا القَصْرُ يأكُـــلُـنـا
لمْ يُعـطِ شيئاً سوى بعـضِ الخِطاباتِ

نواكشوط 2015

إلهام!

قابلت في موريتانيا قوميين لم يقرؤوا لهيكل ولا لأي منظر قومي وقابلت إسلاميين لم يقرؤوا لقطب ولا البنا ولا لغيرهم من منظري الإخوان ومتصوفة لم يقرؤوا للقشيري ولا لابن عطاء الله ولا الغزالي .. وفلاسفة لم يطالعوا كتابا لسبينوزا ولا ديكارت ولا كانت ولا من أمهات كتبها الأخرى . . وأدباء لم تتجاوز قراءاتهم بعض الكتب التجميعية العربية . . ولم يسمعوا بديستويفسكي ولا تولستوي ولا كيتز ولا تي اس ايليوت ولا روسو ولا ديكنز . . .إلخ. .
ودكاترة لم يطالعوا غير الكتب المقررة منذ الابتدائية حتى "الدكتوراه" . .
وهؤلاء هم النخبة التي تطالعنا وجوههم على التلفاز والإنترنت . .

ربما هو الإلهام الرباني . .

مُتمسَّكي!

يا رَبّ أنتَ مُؤَمَّلي الأبْقى
لمْ أَرْجُ مَخْلوقاً ولا خَلْقا
وإذا تَمَسَّكَ بالسِّوا أحَدٌ
سَعْياً لِأعْلى أو إلى أرْقى
فَلْتَشْهَدوا أَنّي - على ثِقَةٍ -

مُتَمَسِّكٌ بالعُرْوَةِ الوُثْقى

Tuesday, May 9, 2017

#مختارات_إمامية 8

اليوم أحبَّائي متذوقي الأدب أعود لهذه المختارات بعد انقطاع دام أكثر من شهريْن ..وهي مختارات أحرص عليها ففيها أتذكرُ وأُنعش محفوظاتي الشعرية أيامَ كان القلب خالياً والزمن مواتيا..
واليوم سأكتب ما جادت به الذاكرةُ من بديع الاقتباس..
أبدأ بنشيدنا الوطني حيث يقول العلامة المجدّد باب بن الشيخ سيدي رحمه الله:
"وإن دعا مجادلٌ*** في أمرهم إلى مِرا
فلا تُمارِ فيهمُ *** إلا مراءً ظاهرا"
ويقول العلامة محمد سالم بن عدود رحمه الله:
يَقُولُ النَّاسُ فِيَّ وَلَا أُبَالِي **** وَأَغْفِرُ إِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَا
 وَيَوْمَ الْحَشْرِ " تُجْزَى كُل نَفْسٍ **** بِمَاكَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونا.
ومن تقريظ الأديب محمد فال ولد عبد اللطيف لشرح الأمير بن آكاه على المدافن:
"وذا عملٌ به إيگیدي يَبْأى **** ويُظهرُ وجهَه البَهِجَ الأثيرا
ويعلمُ أنه وطنٌ عزيزٌ ****** وأنَّ له أباً شيخاً كبيرا"""""
ومن السهل السلس:
إن كنتِ أزمعتِ على هجرنا **** من غير ما جرم ٍ {فصبرٌ جميلْ}
وإن تبــدّلــتِ بنــا غيـــــرَنا *******{فحسبُنا الله ونعـــمَ الوكيــــلْ}
ومن جيده "مع الاعتذار لسيداتنا":
خلة الغانيات خلة ُ سوءٍ ****{فاتـــقوا الله يا أولي الألباب}
وإذا ما سألتموهن شيئاً ****{فاسألوهن من وراء حجابِ}
وقول الآخر في المدح:
لزين الدين أحمد نور علمٍ *** تضيء به القلوب المدلهمَّهْ
 يريد الجاحدون ليطفئوه ******* {ويأبى الله إلا أن يتمَّهْ}
وفي الذم يقول "أظنه ابن الرومي" :
لئن أخطأت في مدحيــ***ــكَ ما أخطأتَ في منعي
لقد أنزلتُ حاجاتي *****" بوادٍ غيرِ ذي زرعِ"
ومنه في الغزل العفيف :
إذا رمتُ عنها سلـــوة قـال شافـــــعٌ / من الحب ميعاد السلـو المقابرُ
 ستبقى لها في مضمر القلب والحشا / سريرة ودّ {يوم تبلى السرائرُ}
وكذلك:
وثغـر ٍ تنضّد مـــن لــؤلــؤ *** بـألباب أهل الهوى يلعــبُ
 إذا ما ادلهمّت خطوب الهوى ***{يكاد سنا برقه يذهبُ}
طابت أوقاتكم.

Thursday, April 27, 2017

دنيا!

وَمـــا زالَت الأيـــامُ تَخْــتانُ ذا النــدى** وكُلَّ كريمِ الأصْلِ بالفقرِ والرَّدى
 "وما زالَ هذا الدهرُ يَلْحَنُ في الورى** فيرفع مَخفوضاً ويخفضُ مُبْتدا"!

تذكير

أحبّائي لا تنسوا أن الصفة لا تنفي إلا ضدَّها، فكونُ الشخصِ شاعراً مُجيداً لا ينفي إلا عدمَ الشاعرية، فلا يعني ذلك أنه خطاطٌ ماهرٌ مثلاً أو عاِلمٌ أو قدوةٌ حسنةٌ إلخ. وقسْ على ذلك ما لمْ يُقلْ..
 كنتُ وما زلتُ على مذهب الدكتور محمود شاكر في تقديم المتنبي. وأرى أنه أكبر من البَلاط (بالفتح كسَحاب)، فلولاه لما بلغ سيف الدولة ما بلغ من الخلود. ولا غيره ممن مدحهم أو هجاهم على حد السواء. وكان النادي الثقافي قد طلب مني أيام الجامعة كلمة عن المتنبي فاخترت لها العنوان: " ملوك وأمراء في بلاط المتنبي"!
 فالمتنبي كان يستهلُّ بمدح نفسه وأحياناً بالإعراب عن "قلقه الوُجوديّ" وأحلامه، ثمّ يُلبسُ الممدوحَ صفاتِه هو التي يراها في نفسه - صِدْقاً أو كذباً- لا يهم.
#نقطة

تاريخُنا !

http://alakhbar.info/?q=node/2704


Thursday, March 30, 2017

طلابنا!

أتذكرُ أيامَ الدراسة في مصر، أننا كنا نشاركُ باسم "موريتانيا" في جميع التظاهرات الثقافية والرياضية، وقد فزنا كطلاب بالمرتبة الأولى في عدة مسابقات باسم موريتانيا أذكر منها على سبيل المثال:
فوز موريتانيا بـ مسابقة معهد الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة 2005
الفوز بالمرتبة الولى في برنامج "لمن الكأس" على قناة المجد الفضائية 2004
وقد فزتُ شخصياً بالجائزة الأولى في الشعر العربي بكلية الآداب جامعة عين شمس..
وكذلك بالجائزة الأولى للشعر الفصيح بنادي عماد الدين للطلبة الوافدين ..
كما اعتدنا نحن الطلاب بجهودنا الذاتية المشاركة في مهرجان "أيام الشعوب" في جامعة عين شمس وجامعة القاهرة حيثُ نقدم ألواناً من المطبخ الموريتاني وما تيسر من التراث المادي والمعنوي، فضلاً عن الفلكلور الشعبي" رقصات أغان.. الخ"..
وأيام كنت المسؤول الثقافي للاتحاد هناك أتذكر أني أتيت مع زملائي للسفارة نطلبها المشاركة في أيام الشعوب فكان رد المحاسب ساعتها:
"هذا غير مبوب عليه في ميزانية السفارة ولا يمكنني أن أساعد فيه"..
فقلتُ له هذا اسم موريتانيا وأنتم تمثلونها هنا ونحن أيضاً لا شيء يجبرنا على المشاركة إلا خدمة الوطن التي يُفترضُ أن تجمعنا فجهدنا "تطوعي خالص" فلا نتقاضى أي شيء على تمثيل البلاد"
فقال إن الوقت ضيق وإنه ينتظر أحداً .. فغادرْنا..
موجبه الطلاب هم الممثلون الحقيقيون لبلدنا في الكثير من التظاهرات وقد رفعوا علَمه خفاقاً في أنحاء العالم..
#طلابنا_يعانون
#كامل_التضامن_مع_طلابنا في الجزائر وتونس وغيرهما..
#اتحاد_الطلبة_والمتدربين_الموريتانيين_بالجزائر
#المنحة_خط_أحمر.

Monday, February 27, 2017

الرائية المديحية مجاراة لأبي الطيب المتنبي


مختارات إمامية 7

#مختارات_إمامية 7
اليومَ نواصل مع التداعيات بما جادت به الذاكرة من أشعار طريفة في مجالها.. وأغلبها من "الزرگ" وهو تمارين على الإعراب زمنَ الدراسة وكذلك مما أتداولُه مع أصدقائي من المهتمين بالأدب والمتذوقين له، ولما عزَّ اللقاءُ بهم في الواقع ومنادمتهم فلا أقل من منادمتهم افتراضياً.. فلا ألذ من منادمة اللبيب الأديب..
وكل لذاذة ستملُّ إلا *** محادثة الرجالِ ذوي العقولِ
وقد كنّا نعدّهمُ قليلاً *** فقد صاروا أقلَّ من القليلِ
وقال الآخر:
ما إن ترى لذة في الدهر رائقةٌ*** سوى محادثة الخلانِ في السحرِ
أو ارتشافِ رضابٍ بعدما هجعتْ*** عينا رقيبك من خودٍ على حذر.
"الغريب أن هذين البيتين من "الزرگ" وقد علمنيهما جدي رحمه الله وسأعود لمن يستغربون نشري للغزل وهو في رأيهم يخالف الالتزام.. وقد أجاب عني المختار بن حامدن في كلامه عن ظرافة أهل الحجاز .. والعلامة حمداً ومن قبله امحمد ولد أحمد يورة ورقيق شعره وغزليات القاضي أميي وسواهم من علماء المسلمين، وأعتقد أن "أهل إیگیدی" حجازيو المذهب"
نعود إلى ما كنا فيه.. من أطرف ما سمعت في السخرية:
لَا تَمْدَحَنَّ ابْنَ عَبَّادٍ وَإِنْ هَطَلَتْ *** يَدَاهُ كَالْمُزْنِ حَتَّى أخجل الدِّيَمَا
فَإِنَّهَا خطرات مِنْ وَسَاوِسِهِ *** يُعْطِي وَيَمْنَعُ، لَا بُخْلًا وَلَا كَرَمَا.
"عدلو ماه أرگاج وتوف.. لكان كال عنو ما يعطي یگد يوگفها علیه يغير هذا ما عندو حل الخير"
وقول الآخر:
قوم تواصوا بترك البر بينهمُ**** تقول ذا شرّهمْ بل ذاك بل هذا..
رغيفُ سعيدٍ عنده عدل نفسه...يقلبه طوراً وطوراً يلاعبُهْ
ويخرجهُ من كمه فيشمُّه...ويجلسُهُ في حجره ويخاطبُهْ
وإن جاءه المسكينُ يطلب فضلَه...فقد ثكلته أمه وأقاربُهْ
يُكرُّ عليه السوط من كل جانب...وتُكسر رجلاه ويُنتف شاربُهْ.. (ذي كاع التالية هي أحرها))
وقال آخر في طبيب اسمه عيسى.. ( وهو ضد عيسى ابن مريم بيهلي يقتل الأحياء بدون علة الخير):
أرى فيك يا عيسى الطبيب فضيلة ***هي الضد من أفعال عيسى بن مريمِ
تميت لنا الأحياء من غير علة **وتضني وتفني باليدين وبالفمِ
فما أنت إلا خَبْط عشواءَ مَن تُصِبْ* تُمِتْه ومن تخطئ يُعَمَّر فيهرَمِ.. "تضمين ما خاسر عليه ش"
وعلى ذكر التضمين فمن طريفه أيضاً:
ألا عد عن ذكرى حبيب ومنزل *** وعرِّج ْعلى قبر الطبيب المفشكل
فيا رحمة اللَّه استهيني بقبره *** وكوني عن الشيخ الوضيع بمعزلِ
وكبكبهُ في قعر الجحيم بوجهه *** كجلمود صخر حطه السيل من علِ.
ومن أحسنه عندي قول أظنه عبد الحي ولد التاب رحمه الله:
فمن رام في كل الأمور تبحراً*** ورام اجْتهاداً لا يُعابُ مُرادُه
ومن يجتهد في الدين من دون شرطِه*** (فأولُ ما يجني عليه اجتهادُه).
وقال واحد يصف موسوس مضمناً بيت أبي الطيب:
وموسوس عند الطهارة لم يزل *** أبداً على الماء الكثير مواظبا
يستصغر النهر الكبير لذقنه *** "ويظن دجلة ليس تكفي شاربا"..
...
ومن طريف التشبيه عندي:
فإذا هم رأوا الطعامَ تطرَّبوا ***طربَ الصيام إلى أذان المغربِ.
دمتم بخير.

مختارات إمامية 6

#مختارات_إمامية 6
نزولاً عند رغبة السادة الأدباء، الذي طلبو حلقةً عن "تمتميت" في لغن الحساني..
شخصياً يعجبني لبتيت الناقص في الغزل لاختصاره وجودته، رغم كثرة النصوص الجيدة في غيره، إلا أني سأقتصر على ما تذكرت من طريفه وبليغه محاولاً تحاشي المشهور منه:
گلتیلی بغیلک***عنی ما نسمیلک
وانگلل لمجیلک ***گلیلک فکتیلی
ایاک نواسیلک*** ذاک الی گلتیلی (مكزوز حت)
___
ديرانك ما ينزاد ***عن سلك امن التعكاد
وآن شاطني عاد ***عن جملت غيد الليْ
ونعرف عنُ معتاد *** غير أملي ي انديْ
نعرف عن لخلط زاد ***يتنشاو امن شوي..! (ضامنهالك)
____
گولیلی شماسیک *** ماتبغینی نسمیک
گد منین انلاغیک*** ابشی ما تسمینی
کیفت شی ما نعنیک *** ابشی واتواسینی
مٍعافي امنین نجیک*** گولیلی یمّینی
شماسینی نبغیک****وانت ما تبغینی؟!
____
یگدی لعطشْ فيَّ ** عت احریگه حيّه
ونمشي في اتشطريَّ *** نسّتّلْ واسریگه
ونوط فكويريه*** صبتها تخریگه
وتگدی في هي ** لحریگه بزریگه
عت اعميّد بيَّ *** لحریگه لحریگه
____
ﻣُﺤَﻠّﻒْ ﻑ اللجنَه**ﻋﻦ ﺣﺪ ﺍﺟﻠﺠﻦَ
ﻭ ﻣﺤﻠﻒ ﻣﺎ ﻧﺠﻦَ=ﻣﻦ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺍﺑْﻨﻴﺖِ
ﻭ ﻋﺎﺯﻡ ﻋﻦي ﻧﻬﻦَ=ﻣﺎ ﻧﻤﺮﯓ ﺗﻴﻜﻴﺖِ
ﻭ ﻳﺎﻣﺲ ﺗﻞْ ﺍﻑ ﻣﻠﻪ=ﻭﺣﺪه فاتْنَوْكيتي
ﻳﺴﻤﺤﻞِ ﮔﻠﺖ ﺍﻟﻪَ=:ﺍﻧﺖ ﺫﻳﻚ .. ﺍﺣﺼﻴﺖ ؟؟ ((متكايس))
_____
واكْتْنْ لَهْلْ اعْلَيَ ***مَاتَ حَزْم امْجِيَ
اوگَفْ فْ ا مْبَدِيَ***يلي مول امرُوَّه
لَيْنْ اتْشُوفَكْ هِيَ***وحَانِ يَغْفَلْ هُوَ
وگول لْسْتْ فْلْشِ***عَنِي مَا نُنَوَ
وگول لها عني شِ*** ما نعرف شنهوّ! (بديع)
_____
:كطعت منت اعلي **عود اعلي عيني
من جدر اسديري**ؤمن ذاك التو ازگر
بالي مات في**من لغب كد اشبر
ؤلات في مطموع**والاعدت اعل زر
عن لغيادومكطوع**كيف العود امن اجدر
____
كل ليلة يالعراد *** أور ليلة ننزاد
افبغيك و أل عاد ***أعليَ كاع اشحيح
برحت لول معتاد **كنت أفخبر التصريح
و البارح من لوجاد *** ألا نوكف و انطيح
و الليلة ذان عت ** كابظني لمبيطيح
و إطيح إلي ما كنت ** مني نختير اطيح .
____
أمنين ألي نجبر ***مجحودي ما نحصر
نزيان ونستبشر*** دخلي وأنعود أطفل
لوني معجون أصفر** فأخظر هاك أمنيل
ومن كنت أنعود أكصر** كره وأنعود أطول
قامه وأنعود أصبر ***من كنت ونتمول
وأمنين أليتحيد ***عني ما يسول
أنولي محمد ******عبد الله لول
------
ومن طريفه:
أصحابي عن ذالشِّ*** گالو عني نمشي
واهلي گالولي شي*** ما يمكن يتأتَّ
گالو عني فلشي*** نتركها مُبّتَّ
ذالگالو ماه شِ***كميني گاع انتً
-----
ولأخر:
ذلي منها ممكونْ *** اف ملگاها مغبون
بيّ شيباني هونْ *** امعاها مُخلّي
ولا يمشي عنها كون**ساعه لاه يْصلّي
ولا يعطي رمشةْ عينْ***يْصلّي وامّلّي
ما تعلم گاع يلينْ ***أراعيه امّلّي....(شيباني سبورتيف)
-------
ونختم بهذو لكويفات منو:
لكانت يالمعبود *** تنباع افحريمي
منت ابراهيم أنعود ** أبمنت ابراهيمي
-------
ملگ طب اعطيبي *** عاگب طول الغيبه
لاهي يكحَّلْ شيبي *** شيبه شيبه شيبه.. (لا تتكل على ذاك حزماً)
____
طاري شي من الاخبارْ*** فيّانَ بعد اشْحيحْ
شفتو هذا لمبار*** امنين يطيحْ انطيح ..
وكما أسلفتُ فقد أغفلتُ العزوَ لعدم التأكد من أغلبه فالمعذرة..
دمتم بخير.

مختارات إمامية 5

#مختارات_إمامية 5
اليوم نتناول مقتطفاتٍ وتداعيات لا ترتبط بوضوعٍ معين إنما حسب ورودها في الذاكرة، وأستسمحُ مَن طلب مني حلقة عن "اتتميت في لغن" وهو بحرٌ لا ساحل له سأعود له بحول الله وكذلك مواضيع المدح والهجاء (وللأسف لا أستطيع أن أنشر كلما يعجبني منها في الشعر الموريتاني لأسبابٍ لا تخفى على ذي لب)..
يقول شيخنا أبو الطيب طيب الله ثراه في داليته الرائعة:
فأنت أبو الهيجا ابن حمدان يا ابنه ***تشابهَ مولودٌ كريمٌ ووالدُ
وحمدانُ حمدونٌ وحمدونُ حارثٌ ***وحارثُ لقمانٌ ولقمانُ راشدُ
"زينة عندي تواليته هذي لآباء سيف الدولة".. حتى كأنهم سُمّوا حتى يُقال هذا البيت!
ومن هذا النوع قول الآخر:
قتلنا بعبد الله خيرَ لِداته ذؤابَ بن أسماءَ بنِ زيدِ بن قاربِ
وذكر الأسماء هكذا جيد منه ما اتفق بلا تكلف.. مثل:
من يكن رام حاجة بعدت عنــ***ـه وأعيتْ عليه كل العياء 
فلها أحمدُ المرجَّى بنُ يحيى بنِ*** معاذِ بنِ مسلمِ بنِ رجاءِ "بعدنو لحكو آدم عليه السلام"
وأتذكر من لغن الحساني قول ولد هدار في مدح العلامة محمذفال بن ألما (واسو كاع هو زاد نون):
الي اعل ش زين فر يتعمد ***واباتو كاملين فالدين ظمان
محمذفال ول محمد *** سالم ول المختار ال المان.
ومرثية ولد هدار للشيخ يعقوب ولد الشيخ سيدي
التي يقول في آخرها :
وسابك ازكلن مانَّ ناسيين ***وارزِيّه ما كدها ارزيّه
سليمانْ ويعقوب الاثنينْ***باب ول الشيخ سيديَّ..
ولا أظنه كثيراً في "لغن".

مختارات إمامية 4

#مختارات_إمامية 4
سنختتم موضوع الغزليات بشيخنا أبي الطيب طيب الله ثراه (والتالي هو الغالي)..
يقول في هذه القصيدة (الي ماهي متكايسه):
أهلاً بدارٍ سباك أغْيدُها***أبْعَدُ ما بانَ عنك خُرَّدُها
ظِلْتَ بِهَا تَنْطَوِي عَلى كَبِدٍ***نَضِيجَةٍ فَوْقَ خِلْبِهَا يَدُهَا
يَا حَادِيَيْ عيسِهَا وَأحْسَبُني***أُوجَدُ مَيْتاً قُبَيْلَ أفْقِدُهَا
قِفَا قَليلاً بها عَليّ فَلا ******أقَلّ مِنْ نَظْرَةٍ أُزَوَّدُهَا (ذاك تمتميت يا أبا الطيب)
فَفي فُؤادِ المُحِبّ نَارُ جَوًى***أحَرُّ نَارِ الجَحيمِ أبْرَدُهَا
شَابَ مِنَ الهَجْرِ فَرْقُ لِمّتِهِ***فَصَارَ مِثْلَ الدّمَقْسِ أسْوَدُهَا
يَا عَاذِلَ العَاشِقِينَ دَعْ فِئَةً***أضَلّهَا الله كَيفَ تُرْشِدُهَا (الّلا الحگ )
لَيْسَ يُحِيكُ المَلامُ في هِمَمٍ***أقْرَبُهَا مِنْكَ عَنْكَ أبْعَدُهَا
بِئْسَ اللّيَالي سَهِدْتُ مِنْ طَرَبٍ***شَوْقاً إلى مَنْ يَبِيتُ يَرْقُدُهَا (ماه مونک مخلاه)
أحْيَيْتُهَا وَالدّمُوعُ تُنْجِدُني***شُؤونُهَا وَالظّلامُ يُنْجِدُهَا
"وفي ذي القصيدة ش من اتهيدين ماه عادي" .. فضلاً عن وصف "ناقته" المشهور.
واستمتعْ معي بهذا البوح البهيج رغم مرارته، (وهذه اللامية من أحسن الشعر عموماً عندي ما نزرك منها بيت رغم طولها):
لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شُكُولُ***طِوالٌ وَلَيْلُ العاشِقينَ طَويلُ
يُبِنَّ ليَ البَدْرَ الذي لا أُريدُهُ***وَيُخْفِينَ بَدْراً مَا إلَيْهِ سَبيلُ
وَمَا عِشْتُ مِنْ بَعدِ الأحِبّةِ سَلوَةً ****وَلَكِنّني للنّائِبَاتِ حَمُولُ
وَإنّ رَحِيلاً وَاحِداً حَالَ بَيْنَنَا***وَفي المَوْتِ مِنْ بَعدِ الرّحيلِ رَحيلُ
وَمَا شَرَقي بالمَاءِ إلاّ تَذكّراً***لمَاءٍ بهِ أهْلُ الحَبيبِ نُزُولُ
أما في النّجوم السّائراتِ وغَيرِهَا***لِعَيْني عَلى ضَوْءِ الصّباحِ دَليلُ
ألمْ يَرَ هذا اللّيْلُ عَيْنَيْكِ رُؤيَتي فَتَظْهَرَ فيهِ رِقّةٌ وَنُحُولُ (ذاك واعر أفطن).
ومن لاميته البديعة الأخرى:
مَا لَنَا كُلُّنَا جَوٍ يا رَسُولُ***أنَا أهْوَى وَقَلبُكَ المَتْبُولُ
كُلّما عادَ مَن بَعَثْتُ إلَيْهَا***غَارَ منّي وَخَانَ فِيمَا يَقُولُ
أفْسَدَتْ بَيْنَنَا الأمَانَاتِ عَيْنَا***هَا وَخَانَتْ قُلُوبَهُنّ العُقُولُ
تَشتَكي ما اشتكَيتُ مِن ألمِ الشّوْ***قِ إلَيها وَالشّوْقُ حَيثُ النُّحولُ
وَإذا خامَرَ الهَوَى قَلبَ صَبٍّ***فَعَلَيْهِ لِكُلّ عَينٍ دَلِيلُ
زَوِّدينَا من حُسنِ وَجْهِكِ ما دا**مَ فَحُسنُ الوُجوهِ حَالٌ تحُولُ
وَصِلِينَا نَصِلْكِ في هَذِهِ الدّنـ***ـيَا فإنّ المُقَامَ فيها قَليلُ
وإليكَ هذه التحفة والزفرة الحَرّى:
حُشاشةُ نَفسٍ وَدّعتْ يوْمَ وَدّعوا ***فَلَمْ أدرِ أيّ الظّاعِنَينِ أُشَيِّعُ
أشاروا بتَسْليمٍ فَجُدْنَا بأنْفُسٍ****تَسيلُ مِنَ الآماقِ وَالسَّمُّ أدْمُعُ
حَشَايَ على جَمْرٍ ذَكيٍّ مِنَ الهَوَى***وَعَيْنايَ في رَوْضٍ من الحسنِ تَرْتَعُ (ذ متباعد بعد)
تذلّلْ لها وَاخضَعْ على القرْبِ والنّوَى****فَما عاشِقٌ مَن لا يَذِلّ وَيَخْضَعُ (ثابت).
ومن بديع صوره: (رغم أنها عادية عندي لعقلانيتها وضعف عاطفتها)
قد كانَ يَمنَعني الحَياءُ منَ البُكَا****فاليَوْمَ يَمْنَعُهُ البُكا أنْ يَمْنَعَا
نَشَرَتْ ثَلاثَ ذَوائِبٍ من شَعْرِها ****في لَيْلَةٍ فَأرَتْ لَيَاليَ أرْبَعَا
واستَقْبَلَتْ قَمَرَ السّماءِ بوَجْهِها****فأرَتْنيَ القَمَرَينِ في وقْتٍ مَعَا
واسمعْ معي هذا الغناءَ الجميل:
لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي***وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي
وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه ****وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ
وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى***مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ
وَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبُّهُ***وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي "هو شكُّنا، هو يأسُنا القتَّالُ"
****
يبدو أن الموضوع قد يستغرق كتاباً لا تدوينة يجب أن تكون قصيرة ... هذا ما تذكرته ولكم أن تعودوا لدديوان هذا العبقري فكله مطربٌ مُعجب لمن يتذوقون الشعر..
ونختم ببيته:
وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ***فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ!
دمتم بخير.

مختارات إمامية 3

#مختارات_إمامية 3
اليوم مع مقطعات سريعية (سريعة) ..
يا حَبَّذَا الْمَوْسِمُ مِنْ مَوْفِدِ ****وَحَبَّذَا الْكَعْبَةُ مِنْ مَشْهَدِ
وَحَبَّذَا اللَّائي يُزَاحِمْنَنَا *** عِنْدَ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ
ومثله:
وعاشقانِ التّفَّ خدّاهما ... عند استلام الحجر الأسودِ
فاشتفيا من غيرِ أن يأثما ... كأنما كانا على موعد.
وتخلف أبو نواس عن خطبة ولي العهد في العيد ولكن كان له عيد آخر أملح وأحسن:
يا فرْحَةً جاءت معَ العِيدِ** وفَـى الـذي أهـْوَى بمـوْعــودِ
جــاءَ من الأعيُنِ مُستخفيــاً*** ***من بعدِ إخلافٍ وتَنْـكــيــدِ
حتى إذا الرّاحُ جَـرَتْ بينـنـا **** أمِنْتُ من خُلْفٍ وتـرْديـــدِ
ظلّ وليُّ العهْدِ في خُطْبَةٍ **** وظلْتُ بين الرّاحِ والعُودِ
صَــارَ مُصَـلاّنـا أباريقنـا**** ونحْرُنَا بنْتَ العَنَاقِيدِ
وصارَ رِدْفُ الظبي لي منبراً *** أحسن من عودٍ على عودِ
لـلناسِ عِيــدٌ عمَّهُـمْ واحـدٌ **** وصار لي عِيــدانِ في عِيــدِ.
ومنه لامحمد ولد أحمد يوره رحمه الله:
ما أكسبت قلبك بنت البرا *** فليس عنكَ الدهرَ بالذاهبِ
فقلّلِ الأخبارَ وانْقَدْ له **** فإنّه "شعْرانَةُ الشاربِ"
وله:
الحزم في الأشياء لا يُعدَلُ *** وذو سلاحٍ دونه أعزلُ
رب غزالٍ حاضرٍ بعلُه *** جئناه في جوف الدجا نرفل
فقالَ إذ جئنا امكُثوا ساعةً *** ريثَ ينام البعلُ أو يغفُلُ
ثم ادخلوا الباب فقلنا له***(إنا بذاك الحبل لا ندخلُ)..
ومن أحسنه عندي قولُه:
منازلُ الميمون أقوتْ "ذرَك" ****إن لم تُبكِيها فما أصبرك
أضحت لسيدان الفلا مألفــــا *** و كلُ حرثٍ مثل "نونيْ عرك"
من بعدما كانت بها خُردٌ *** يصطدننا مثل اصطياد الشرك
لا طاربٌ فيها و لا مُطربٌ *** سبحانك اللهم ما أقدرك
وقيل إنه أنشدها أقواماً فأعجبوا بها إعجاباً وقالو:
" سبحانك اللهم ما أشعركْ"..
دمتم بخير.

مختارات إمامية 2


#مختارات_إمامية 2
ومن رقيقِه أيضاً في الغزل (لَمّتْمتْ)، رسالةُ ابنِ أبي ربيعةَ السريعية:
مــن عاشـقٍ صـبٍ يُسِـرُّ الهـوى **** قــد شــفَّهُ الوجــدُ إلــى كـلثمِ
قتلتِنـــا يـــا حـــبذا أنتـــمُ **** فــي غــيرِ مــا جـرمٍ ولا مـأثمِ
مــن يقتــُل النفسَ كــذا ظالمــاً ***ولـــم يقدْهـــا نفسَــه يظلــم (شوي من الفقه)
وحـــكِّمي عــدلاً يكــن بيننــا ***أو أنــتِ فيمــا بيننــا فــاحكمي
وجالســـيني مجلســـاً واحـــداً ***مــن غــير مـا عـارِ ولا محـرم
وخــبريني مــا الذي عنــدكمْ ****باللــه فــي قتــل امـرئ مسـلم؟
واستحضارُ الفقه كثير عند الغزليين، مثل قول الآخر:(وقد ذكره ابن حامدٌ في مقدمة شريطه الشهير بالترجمة مع محمدن ولد سيد إبراهيم)
إذا قلـــتُ هـــاتي نـــوِّليني تـــبرمتْ *** وقـالت معـاذَ اللـه مـن فعـل مـا حرُمْ
فمــا نــولتْ حــتى تضـرعتُ عندهـا *** وأنبأتهــا مــا رخّـصُ اللـهُ فـي اللَّمـمْ.
ولأخر: (والحكمُ على عُهدته).
سألتُ الفتى المكيَّ ذا العلم ما الذي *** يجوزُ من التقبيلِ في رمضانِ
فقال لي المكي : أما لزوجةٍ ************* فسبع، وأما خلةٍ فثمانِ
(المكي هذا يبان موسَّع).
ومن اتمتميت الجيد وغير المطرد:
ريمي حالفْ ما نوعدْها *** وامَّاسي عني ناگدها
محالْ اتْراني نافدْها **** وانْيانَ گاع اشْلي بيها
واكْتنْ يامس وگتْ اوحدْها ** دگتنی هاكْ ابْعينيها
عت اثري گاع انراودْها ** مانِ عالم وانلاغيها
ونوعدْها مانِ واعدْها *** ونبغيها مانِ باغيها
ومنه :
أعانقها والنفسُ بعدُ مشوقة ***إليها وهل بعد العناق تداني؟ (خم بعد)
وألثمُ فاها كي تزول صبابتي****فيشتد ما ألقى من الهيمانِ
كأنَّ فؤادي ليس يَشْفي غليلَه***سوى أنْ يرى الروحَيْن تمتزجان.
ومن رقيق الشعر وهي ممّا قدمه الأقدمون لبساطته:
رمتني وسترُ الله بيني وبينها ... عشيةَ آرام الكِناسِ رميمُ
رميمُ التي قالت لجاراتِ بيتها ... ضمنتُ لكم ألا يزالَ يهيمُ
ألا ربَّ يومٍ لو رمتني رميتُها ... ولكن عهدي بالنضال قديمُ.
ونختمُ بهذا البيت البديع:
إذا مرضنا أتَيْناكمْ نعودكمُ **** وتُذْنِبونَ فنأتيكمْ ونعتذرُ ((ما خاسر عليه ش))
وهذا البيت أيضاً:
عِبَارَاتُنَا شَتَّى وَحُسْنُكَ وَاحِدٌ *** وَكُلٌّ إِلَى ذَاكَ الجَمَالِ يُشِيرُ (أملس)
وأعودُ وأعتذرُعن العزو فهيَ محفوظاتٌ علِقتْ بالذاكرة.
دمتم بخير.ش

مختارات إمامية 1

#مختارات_إمامية 1
من رقيق الشعر اخترتُ لكم هذه السريعية ((الي ماهي متكايسة)) ولها قصة :
يذكر أن أبا العتاهية وأبا نواس والحسن بن الضحاك اجتمعوا يوماً فقال أبو نواس لينشد كل واحد منكم قصيدة لنفسه في مراده من غير مدح ولا هجاء فانشد أبو العتاهية هذه القصيدة فسلّما له وامتنعا عن الإنشاد بعده وقالا أما مع سهولة هذه الألفاظ وملاحة هذا القصد وحسن هذه الإشارات فلا ننشد شيئا."وذاك هو الحزم".
يا إخوتي إن الهوى قـــــاتلي***فيسروا الأكفان من عاجــل
ولا تلوموا في اتباع الهــوى***فإنني في شغــــــل شاغـــل
عينـــــي على عتبـــة منهلــة***بدمعها المنسكب الســـائـــل
يا من رأى قبلي قتيـــلا بكى***من شدة الوجد على القاتــل "قدْر من اتْمَتْميتْ"
بسطت كفي نحوكم سائـــــلا***ماذا تــردون على السائـل؟
إن لم تنيلوه فقولــوا لـه*******قـــولا جميـــلا بدل النائــل
أو كنتم العــــام على عســرةٍ**منـــه فمنــوه إلى قابــــــل!
كأنهـــــا من حسنهـــــــا درة**أخرجها اليَمُّ إلى الساحــــل
كأن في فيهــا وفي طرفهــــا**سواحــرا أقبلـــن من بابــل
لــم يبق مني حبها ما خـــلا**حشاشـــة في بدن ناحــــل! 
ومن رقيقه أيضاً في مسألة النحول أتذكر قولَ شيخنا أبي الطيب طيب الله ثراه:
روحٌ تردّدُ في مثل الخِلال إذا***أطارت الريحُ عنه الثوب لم يبنِ.
كفى بجسمي نحولاً أنني رجلٌ*** لولا مخاطبتي إيَّاك - لم ترني!
وقال الآخر:
أُسَرُّ إذا بليتُ، وذاب جسمي*** لعلَّ الريح تحملني إليه!
والآخر (وبالغ جداَ):
أنحل الوجد جسمه والحنين***وبراه الهوى فما يستبين!
لم يعش أنَّه جليدٌ؛ ولكن*****دقَّ جداً، فما تراه المنونُ!
ومن طريف المبالغة:
أنحلني الحُبُّ فلو زُجَّ بي***في مقلة النائم، لم ينتبِهْ!
وكان لي فيما مضى خاتمٌ ***واليوم لو شئتُ، تمنطَقْتُ بِهْ! "تحزَّمتْ بيه"..
وإلى حلقة أخرى من أدبيات .. 
ملاحظة: هذه خطرات وتداعيات وأكثرُ ما فيها لا أعرف قائله فلتعذروني في مسألة العزو.

التخطئة 2



عطفاً على تخطئة بعض رواد النت، تذكرتُ أني مرةً نُشرت لي قصيدة في الرثاء على موقع المذرذرة اليوم.. وكان فيها البيت:
مَن يعشْ يلْقَ في الزمانِ رزايا
ويرى بالعيانِ غدرَ الزمانِ.
فعل بعضهم قائلاً إن الفعل "يرى" محله الجزمُ "ويرَ".. فأجبتُه ساعتها بنص الألفية:
"والفعلُ من بعد الجزا إنْ يقترنْ
بالفا أو الواوِ بتثليثٍ قمنْ".
وحتى جواب الشرط قد لا يُجزمُ وهو كثيرٌ في الشعر.
وذكرتني القصةُ بحكاية عند التلاميذ أن أحد تلامذة "اباه" يحظيه سمع أحدهم يقول ما في الأثر:" ربَّ صائمه لن يصومه..." فقال:
"ذه منهو الي ما فات الحگ باب الإضافة؟.. يقصد قولَ ابنِ مالك: "واخصصْ بمذ ومنذ وقتاً وبرب ... منكراً والتاء لله ورب" .. فأجابه: "وذ منهو الي ما فات تخطَّ الإضافة؟".. مشيراً إلى قول ابنِ مالك:
"وإن يشابه المضاف يفعلُ
وصفاً فعن تنكيره لا يُعزلُ".
وتروى عن العالم مولود ولد احمد الجواد.

التخطئة 1


شكرتُهما على التنبيه وفهمتُ أنهما – ضمنَ أشياء أخرى- قطعاً ليسا من محبي شيخنا أبي الطيب الذي يقول:
وَلِمْ تَحْمِلُ السّيفَ الطّوِيلَ نجادُه ****وَأنْتَ غَنيٌّ عَنْهُ بالحَدَثَانِ
وهو نفسُه القائل أيضاً:
إنّمَا التّهْنِئَاتُ لِلأكْفَاءِ****ولمَنْ يَدَّني مِنَ البُعَدَاءِ..
وكأنه تكفل بجوابهما عني على بعد آلاف السنين .. وربما تلك من معجزات المتنبي (مجازاً).
ولهما الشكرُ الجزيلُ وأرجو من الجميع مواصلة النظرة الناقدة الفاحصة لكل ما أكتب وتقويم معوجّه جزيتم خيرا.

Wednesday, February 1, 2017

ارض السباخ


وجه

نعمْ..هو نفسُه..ذلك الوجهُ المليء سُخريَةً من عالَمنا
من ادّعاءاتِهِ..ومجاملاتِه.
وجهٌ بلا رُتوشٍ ولا إضافات..من الساعاتِ الأولى للخَليقَة
إلى الآنَ بلا إعادَةِ ترميم.
ملايينٌ من البشر والسنين مرّوا من هنا..ولا أثر.
نفسُ القَسَماتِ ..الملامحِ..التعبيرات.
تُرى هلْ يَفْنى الجَمال؟.
***
ذلك الوجه الذي أزْعُمُ –تَجاوُزاً- أني أعرِفُه من ساعةِ ميلادي إلى الآنَ.
تلكَ الابْتِسامةُ التي تَطْرَحُ إشْكاليَّةَ قيمةِ الحياة, وجدْوى البحْث.
تلك النظرة التي تُثْبِتُ أن لا قانونَ موجودٌ سوى قانونِ التّحَوّلات.
***
ظَنَنْتُهُ – في مرحلَةٍ ما – وجهَ الأمّ
فإذا به – بعد فترةٍ – وجه الحبيبَة ,وجه الأب,وجه القُدْوة
إلى أن صار – مع الزمن – وجه الحبّ.
***
في كلّ حالةٍ أدَّعي معرِفَتَهُ وامْتِلاكَه..!
فأَتَبَيّنُ لاحقاً كالعادة أنني كنت واهماً..
مواقفُ كثيرةٌ وذِكْرياتٌ أكثرُ عِشْناها معاً
ولمْ نلْتَقِ وجهاً لوجه !.
***
فيه شيءٌ من تقَلُّباتِ الخريفِ وأحلام الرَّبيع ..
وهيْبَةِ القلم.
الآنَ أزعُمُ أنِّني أعرِفُهُ مع إيماني العميقِ بأني واهمٌ
وأُحاولُ – وتلك حماقةٌ أخرى – رسْمَ تقاطيعِه ..
فأصطدمُ بالسؤالِ:
كيف يرسُمونَ الحُبّ ..
والحبُّ له أكثرُ من وجه؟!.

Featured Post

سبعٌ عجاف

ابْيَـضَّـت العينُ من حزنٍ على وطنٍ يُـطـارِحُ الحزنَ مــأســـاةً بِمـــأســاةِ سـبـعٌ عِـجـافٌ ولا عامٌ نـغــــاثُ به فأيـنَ يوسـفُ؟ أين...