لأن وسائل نشرنا "وللنشرِ هنا أكثرُ من معنىً" أكبرُ منا، ولأننا نكتب أكثر مما نقرأ! صار الكمُّ عندنا أهمَّ من الكيف، وصرنا نقيس الإبداع بالأرقام!.
ولكثرة المساحة المتاحة في العالم الافتراضي، صارت مهمة القائمين عليها، هي ملء الفراغ
الحاصل، حتى وإن كان بفراغ أكبر!
ولكثرة المساحة المتاحة في العالم الافتراضي، صارت مهمة القائمين عليها، هي ملء الفراغ
الحاصل، حتى وإن كان بفراغ أكبر!
فأمطرت السماء ألقاباً بقدر ما يملأه المدون من فراغ، حتى غدا العثور على شخصٍ عادي غيرِ عبقري أو مبدعٍ أمراً أقربَ إلى الحلم!.
فكل ما يُكتب إبداعٌ، دُررٌ، وكل من يكتب مبدعٌ، محللٌ عبقري!
أصبحت المجاملات (السمِجَة) أصلاً، والصدقُ استثناءً!
انتقلت عدوى العبقري الشهير الذي اخترع ( كيف تتقن علوم الأولين والآخرين في سبعة أيام!) إلى الكتابة –تصوّروا- فكل ما عليك –أخي (المستهلَك)- لكي تصبح مبدعاً إلكترونياً،
أن تَنثُرَ مفرداتٍ لا صلةَ بينَها، وأن تتحدث عن السُّهوبِ الهلامي، و الملحِ الوجودي!.
بذلك لا يملكُ المتصفحُ لكتابتك – الغَريرُ- إلا أن يُعجب بما سطرتْه (قريحتُك) الفذَّة، وتفتَّق عنه (شيطانُ أدبِك)، وأفكارك المُبتكرة التي لم (يطْمثْها) إنسٌ –قبلك- ولا جان!
يكفي من سب امرئٍ إن قلتَ مبتدئ أو هاوٍ! يالَ السبة!
فجأة أصبح الجميعُ – في طولِ مواقع التواصل وعرضِها- عبقريَّ الكتابة وجُذيلَ فنِّها المُحكَّكَ !
فترى (الكاتب) منهم في منتهى التواضع، حتى إذا نُبِّهَ إلى خطأ بسيط، إذا به يُشمر للحرب! وينعت المنبِّهَ بأوصاف وأوصاف!
فالصّدوق في هذا العالم (التدويني) من المغضوب عليهم، والضالين أيضا!
هل تم حلُّ جميع القضايا (الحقيقة) في (العالم الحقيقي) حتى نتفرغ للقضايا (الوهمية)
في العالم (الوهمي)؟!
وهل انتصرنا – فعلاً – في معاركنا الواقعية، حتى نفتعل انتصاراً على (الكيبورد)؟
انتصاراً (وهمياً) على أشباح (وهميين)! ففقدنا القدرة على (التسليم بالواقع)، وماتت
عندنا فضيلةُ المُكاشفة، وأصبح كل همِّنا هو بيعَ الوهم، وشراءَه / تبادلَه!
أتذكر – في امتحان الفلسفة في الباكالوريا- كانت المقالة:
{{إذا كانت الحقيقة تُزعج، فهل نُفضل عليها الوهم الذي يُطمئنْ؟ ما رأيك؟}}.
وما زلتُ أعتقد أننا جميعاً –أغلبُنا على الأقل- سيفضل الوهم الذي يُطمئن، بمن فيهم
أنا!
حالة الإغراق التي نعيشها أصبحت – مع التدوين – تضخماً (خبيثاً) في الذات!ٍ.
رحم الله نزار قباني الذي قال يوماً عن الشعراء (المبدعين):
شعراءُ هذا العصر جنسٌ ثالثُ=فالقولُ فوضى والكلام ضبابُ
يتكلمون مع (الفراغ) فما همُ=عجمٌ إذا نطقوا ولا أعرابُ!
ورحم الله رسول حمزاتوف الذي قال يوماً:
"إن الإنسان في حاجة إلى عامين ليتعلم الكلام وإلى ستين عامًا ليتعلم الصمت".
شكراً لمخترع التواصل الاجتماعي،
فبفضله اكتشفنا، أننا –فعلا- موهوبون !.
فكل ما يُكتب إبداعٌ، دُررٌ، وكل من يكتب مبدعٌ، محللٌ عبقري!
أصبحت المجاملات (السمِجَة) أصلاً، والصدقُ استثناءً!
انتقلت عدوى العبقري الشهير الذي اخترع ( كيف تتقن علوم الأولين والآخرين في سبعة أيام!) إلى الكتابة –تصوّروا- فكل ما عليك –أخي (المستهلَك)- لكي تصبح مبدعاً إلكترونياً،
أن تَنثُرَ مفرداتٍ لا صلةَ بينَها، وأن تتحدث عن السُّهوبِ الهلامي، و الملحِ الوجودي!.
بذلك لا يملكُ المتصفحُ لكتابتك – الغَريرُ- إلا أن يُعجب بما سطرتْه (قريحتُك) الفذَّة، وتفتَّق عنه (شيطانُ أدبِك)، وأفكارك المُبتكرة التي لم (يطْمثْها) إنسٌ –قبلك- ولا جان!
يكفي من سب امرئٍ إن قلتَ مبتدئ أو هاوٍ! يالَ السبة!
فجأة أصبح الجميعُ – في طولِ مواقع التواصل وعرضِها- عبقريَّ الكتابة وجُذيلَ فنِّها المُحكَّكَ !
فترى (الكاتب) منهم في منتهى التواضع، حتى إذا نُبِّهَ إلى خطأ بسيط، إذا به يُشمر للحرب! وينعت المنبِّهَ بأوصاف وأوصاف!
فالصّدوق في هذا العالم (التدويني) من المغضوب عليهم، والضالين أيضا!
هل تم حلُّ جميع القضايا (الحقيقة) في (العالم الحقيقي) حتى نتفرغ للقضايا (الوهمية)
في العالم (الوهمي)؟!
وهل انتصرنا – فعلاً – في معاركنا الواقعية، حتى نفتعل انتصاراً على (الكيبورد)؟
انتصاراً (وهمياً) على أشباح (وهميين)! ففقدنا القدرة على (التسليم بالواقع)، وماتت
عندنا فضيلةُ المُكاشفة، وأصبح كل همِّنا هو بيعَ الوهم، وشراءَه / تبادلَه!
أتذكر – في امتحان الفلسفة في الباكالوريا- كانت المقالة:
{{إذا كانت الحقيقة تُزعج، فهل نُفضل عليها الوهم الذي يُطمئنْ؟ ما رأيك؟}}.
وما زلتُ أعتقد أننا جميعاً –أغلبُنا على الأقل- سيفضل الوهم الذي يُطمئن، بمن فيهم
أنا!
حالة الإغراق التي نعيشها أصبحت – مع التدوين – تضخماً (خبيثاً) في الذات!ٍ.
رحم الله نزار قباني الذي قال يوماً عن الشعراء (المبدعين):
شعراءُ هذا العصر جنسٌ ثالثُ=فالقولُ فوضى والكلام ضبابُ
يتكلمون مع (الفراغ) فما همُ=عجمٌ إذا نطقوا ولا أعرابُ!
ورحم الله رسول حمزاتوف الذي قال يوماً:
"إن الإنسان في حاجة إلى عامين ليتعلم الكلام وإلى ستين عامًا ليتعلم الصمت".
شكراً لمخترع التواصل الاجتماعي،
فبفضله اكتشفنا، أننا –فعلا- موهوبون !.
No comments:
Post a Comment